Search
Close this search box.
Search
Close this search box.


كيف يستخدم برنامج :النساء في الأخبار” البيانات لكسر الصمت حول التحرش الجنسي في غرف الأخبار

تعاون برنامج “النساء في الأخبار” في منظمة “وان-ايفرا” وجامعة سيتي في لندن لإجراء دراسة هي الأولى من نوعها حول حجم التحرش الجنسي داخل غرف الأخبار في 20 دولة، شملت إفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا الوسطى والمنطقة العربية، بالإضافة إلى روسيا. 

استندت الدراسة على البحوث القائمة التي حددت فجوة في المعلومات المتاحة عن هذه المناطق. تقدم الباحثة الرئيسية الدكتورة ليندسي بلوميل نظرة على النتائج، وتبرز ما يمكن أن تفعله المنظمات الإعلامية والقادة لجعل مكان العمل آمنا للجميع.

لماذا كان هذا البحث مهماً؟ 

لقد كنت أعمل في هذا المجال حول التفاوت الجندري وعدم المساواة داخل غرف الأخبار على مدى السنوات الخمس أو الست الماضية، وكان السؤال الذي برز: كيف لنا أن نحظى بالمساواة داخل غرفة الأخبار إذا لم نتمكن حتى من ضمان السلامة الشخصية ؟
عندما انتشر وسم حملة “أنا أيضاً”  في عام 2017، أصبح من الواضح جداً أن بعض الصحافييات اللواتي يكتبن عنه يعملن لدى منظمات يحدث فيها التحرش والانتهاك الجنسي. قررت التركيز على هذا الأمر مع الباحث المشارك دينفين مولوبي، وهو من كينيا. ذهبنا إلى كينيا وداخل جميع غرف التحرير التي كنا فيها، اتضح أن التحرش الجنسي يمثل مشكلة كبيرة، ومع ذلك لم يرغب الناس في الإبلاغ عنها – وحتى عندما فعلوا ذلك، لم يكن هناك الكثير من التجاوب.
عندما تم التواصل مع برنامج “النساء في الأخبار” للتعاون لهذه الدراسة، اعتقدنا أنه سيكون مشروعاً جيداً لأنه إذا كان التحرش الجنسي يحدث في البلد الذي ندرسه، فمن المحتمل أن يحدث في بلدان أخرى. و هذا بالفعل ما قد جرى.

كان هذا البحث عبارة عن مزيج من الاستطلاعات والمقابلات مع مديري وسائل الإعلام. ما الذي فاجأك أكثر حول ردودهم؟ 

نحن نشهد تحولاً في مواقف الرجال من الإدارة العليا. حيث بتنا نراهم يتعاملون مع التحرش الجنسي بجدية أكبر بقليل. بسبب حركات مثل #أنا_ايضا، أعتقد أن معظم المدراء يعرفون أنه ليس من المنطقي إنكار مشكلة التحرش الجنسي،  فتحولوا من قول ليس هناك مشكلة إلى، “لا توجد مشكلة في غرفة الأخبار لدينا”. من الواضح أنه لا يمكن أن تكون مشكلة في أي مكان آخر، لذلك لا يزال هناك نقص في التقييم الذاتي.

ماذا توضحلنا البيانات عما يجب القيام به للقضاء على التحرش الجنسي داخل غرف الأخبار؟ 

النمط الأكثر انتظاماً في جميع البلدان هو نسبة الإبلاغ المنخفضة، لذلك عندما تقول الإدارة العليا أنها ليس لديها أي تقارير عن التحرش الجنسي، ربما هذا صحيح.
لدينا الآن الإحصائيات التي تُظهر أن التحرش الجنسي يحدث ولكن الناس لا يشعرون بالراحة عند الإبلاغ عن ذلك لأنهم قلقون بشأن رد الفعل العكسي، وفقدان وظائفهم، وبشأن وضع تصنيف سلبي عليهم. أو أنهم لا يعرفون حتى كيفية الإبلاغ.
من المحزن أن تقلق ضحية للتحرش الجنسي بشأن ردّة فعل مؤسستها الإعلامية فبدلاً من أن تحميها، ستخلق المزيد من العقوبات عليها. ونعلم أن هذا صحيح لأن الذين أبلغوا عن التحرش الجنسي شاهدوا قيام مؤسستهم باتخاذ إجراءات بنسبة أقل من 50 في المائة من الحوادث، وحتى في ذلك الوقت، كان رد الفعل الأكثر شيوعاً هو تحذير المتحرّش. فلماذا تخاطر بسمعتها إذا كانت ستنتهي بتحذير فقط؟

هل كان هناك أي شعاع أمل حددته من خلال الاستطلاعات والمقابلات؟ 

نعم، هناك أمل لأننا عندما سألنا الناس عما إذا كانت لديهم سياسة أم لا، وإذا كان ذلك يزيد من فرص تقديم التقارير والابلاغ، لم يحدث ذلك – ولكن إذا كانت هناك سياسة وتم تدريبهم عليها، فمن المرجح أن تتخذ المنظمة إجراءات.

ما هي الخطوات الملموسة التي يمكن أن تتخذها المنظمات الإعلامية لكسر حلقة الصمت؟ 

يعرف الصحافيون كيفية الامتثال للمعايير الأخلاقية عندما يتعين عليهم ذلك – إذا كانوا مصادراً، فإنهم يعلمون أنه من المرجح أن يتم طردهم من العمل. لذلك إذا تغير الجو في غرفة الأخبار إلى اتباع سياسة عدم التسامح مطلقاً مع التحرش الجنسي وتنفيذ العواقب، فلن يتم التسامح مع المتحرّشين بعد الآن. لكن المديرين لن يتصرّفوا ما لم يكن لديهم سياسة أو منظمة إلى جانبهم. 

والقضية الأخرى التي تم تسليط الضوء عليها في بحثنا هي “نادي الرجال” الذين يجتمعون معاً. هم أقل عرضة لاتخاذ إجراءات ضد أصدقائهم في المجموعة، لذلك نحن بحاجة إلى تفكيك هذه الشبكات. ويجب أن يكون لدينا مساءلة وتدريب أفضل. لن يحدث ذلك بين ليلة وضحاها، وهذا هو السبب في أن التدريب المعرفي للصحافيين مهم جداً، لأن معظم الأفكار الإشكالية التي لدينا حول التحرش الجنسي تطبعها الثقافة الأوسع. 

لقد أثبتنا أن التحرش الجنسي مسألة عالمية في صناعة الإعلام ويحدث إلى حد كبير في كل مكان. والآن نقوم بجمع السياسات المناهضة للتحرش الجنسي وتحليلها حتى يتسنى لنا أن نذهب إلى المنظمات ونقول: “لدينا هذه البيانات. التحرش الجنسي يحدث. أنتم لا تتفاعلون معه. الناس لا تشعر بالراحة في الإبلاغ عنه، وسياساتكم تفشل. وقد حان الوقت لتغيير السياسات أو سنها بفعالية، مما يعني تدريباً أفضل”.أعتقد أن نتائج البحث كانت بمثابة جرس إنذار كبير.

كيف يمكن لقادة الإعلام المضي في تعريف التحرش الجنسي داخل غرف الأخبار الخاصة بهم؟ 

هذه مسألة قائمة على النوع الاجتماعي، لأنه إذا كانت معرفة ماهية التحرش الجنسي مربكة إلى هذا الحد، فإننا لن نرى نفس النمط، الذي يشمل في الغالب مرتكب جريمة من الذكور وضحية من الإناث ــ بطبيعة الحال يحدث بشتى أنواع الطرق، ولكن هذا هو الحال عموما. الجناة لديهم طريقة عمل، يعرفون من يستهدفون، ويعرفون ماذا يفعلون.

إلى أي مستوى يمكننا استنباط نتائج هذه الأبحاث؟ 

بدأت بحثي في بلد واحد، وتوسعت إلى ثلاثة، والآن لدينا 20. نعم، هناك اختلافات طفيفة بين الدول لكنها ليست ضخمة. نحن نعلم أن النمط موجود وأعتقد أنه سيستمر. لكن هذا لا يعني تجاهل أهمية جمع البيانات في كل دولة. من المفيد أيضًا معرفة ماهية التجارب المختلفة لأنه على الرغم من أن النتائج عادة ما تكون هي نفسه، إلا أن الطريقة التي يحدث بها التحرش الجنسي يمكن أن تكون مختلفة. لكن حتى الآن، لم نتفاجأ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *