Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

روان الجيوسي: إطلاق حاضنة أعمال للشركات الإعلامية بالأردن تهدف إلى دعم الشباب والنساء

نحاول خلق نماذج اقتصادية ومؤسسية ناجحة لوسائل إعلام حديثة ومستقلة وتوفير فرص عمل

وجود النساء في المناصب القيادية يساهم في تطبيق آليات الحماية من التحرش الجنسي وإدارة لجان التحقيق بكفاءة

خلال السنوات الماضية أصبح مصطلح “حاضنات الأعمال” واحداً من المصطلحات التي نسمع عنها كثيراً بسبب ما تقدمه من خدمات دعم فني ومالي ولوجستي يساهم في نجاح المشروعات الناشئة، ومؤخراً أعلنت الإعلامية روان الجيوسي عن إنشاء حاضنة أعمال للشركات الإعلامية الناشئة في الأردن للمساعدة في تعزيز الابتكار الصحفي لخدمة مجتمعات النساء والشباب وتعزيز عمل الصحافة المستقلة.

“الجيوسي” مقدمة برنامج “طلة صبح”، وإحدى خبراء/خبيرات الصحافة المجتمعية والداعمين/ات لوسائل الإعلام المستقلة في المنطقة العربية، أكدت في الحوار أدناه مع برنامج “النساء في الأخبار” الذي أجراه الزميل إيهاب الزلاقي على أن حاضنة الأعمال ستعمل جنباً إلى جنب مع شبكة الوسائط المجتمعية غير الربحية لتوفير التدريب والتوجيه والترويج لمشاريع المشاركين/ات.

اعتدنا السماع عن حاضنات لريادة الأعمال، ولكن لم يكن من بينها وسائل الإعلام، فما أهمية وجود حاضنة للمشروعات الإعلامية الناشئة؟

يلتقي الإعلام كصناعة مع التحديات المشتركة للصناعات والحرف الأخرى من حيث البطالة ومحدودية الفرص، ويختلف عنها في كون معيار الاستقلالية والمرتبط بالمهنية يواجه عوائقاً مباشرة من حيث توافر التمويل أو التأثر بالجهة المموّلة لوسيلة الإعلام.

كما يشترك الإعلام مع الصناعات في العصر الحديث في ضرورة الحاجة للانتقال إلى عالم الديجيتال (الرقمي) وتقليل التكلفة والاستفادة من التكنولوجيا للوصول إلى المتلقي/ة أولاً، وتحقيق النجاح والقدرة على الاستمرارية في الإنتاج والتمويل. وانطلاقاً من التحديات المركبة التي تواجه وسائل الإعلام المستقلة والصحفيين والصحفيات العاملين/ات في الأخبار المستقلة والموضوعات الحقوقية والتوعوية الجيدة والجادة، كان لا بد من التعامل مع العصر الحديث بما يحمله من  فرص وتحديات، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق حاضنة تدعم الأفكار الجديدة في الإعلام الحديث للشباب والنساء عبر حلقات احتضان متنوعة تضم مجموعة متميزة من الخبراء/الخبيرات في الإعلام وريادة الأعمال للوصول إلى نماذج اقتصادية ومؤسسية ناجحة لوسائل إعلام حديثة ومستقلة يقودها الشباب والنساء، والقدرة على تقديم حلول إعلامية متطورة أو على إنتاج محتوى إعلامياً جديداً ومميزاً قادراً على الوصول والانتشار.

ما هي الإجراءات التنفيذية لرعاية المشروعات؟ والخطوات التي تمت بالفعل؟

بعد كتابة الفكرة بشكلها الأولي، كانت الخطوة الأولى الشراكة مع مؤسسة إعلامية كبرى ومستقلة وذات قيم مشتركة وهي شبكة الإعلام المجتمعي. ثم بدأنا السعي لتوفير التمويل اللازم للانطلاق، وبالفعل نجحنا في الحصول على منحة زمالة مركز الصحفيين الدوليين في واشنطن والتي تتضمن آليات دعم متعددة للحاصل/ة على الزمالة لتنفيذ مشروعه/ها تتضمن النواحي المالية واللوجستية والفنية خلال فترة عام وهي مدة الزمالة القابلة للتجديد. ونحن الآن في مرحلة كتابة المشاريع المختلفة والسعي لتغطية نفقات إطلاق الحاضنة بشكلها النهائي من حيث توفير المكان وبناء الموقع الإلكتروني وإصدار دليل متخصص حول كيفية العمل على تأسيس مؤسسات إعلامية مستقلة جديدة، أو شركات قادرة على تقديم خدمات تقنية لغرف الأخبار أو عبر تسريع عمل المؤسسات المستقلة القائمة وتطوير نماذجها الإدارية والاقتصادية.

هل ينحصر مجال المشروع في الأردن أم أنه سيشمل دولاً أخرى؟

سيشمل المشروع في مراحله الأولى المقيمين والمقيمات في الأردن من العمر 18-40 عاماً من الجنسيات التالية: لبنان، سوريا، فلسطين، الأردن والعراق من الصحفيين والصحفيات، والمختصون/ات بعالم البرمجيات وقطاع ريادة الأعمال، وستتوزع مقاعد المشاركين/ات المقبولين/ات في كل مرحلة مناصفة بين الرجال والنساء.

متى نتوقع أن تنطلق مشروعات تحت مظلة هذا البرنامج؟

جاءت فكرة الحاضنة بعد سنوات طويلة من العمل في مجال الإعلام المجتمعي والتخصص في تغطية قضايا حقوق الإنسان، فمن خلال عملي السابق كمديرة إذاعية في إذاعة البلد لمدة ثلاث سنوات، بالإضافة إلى مساهمتي في إطلاق محطتين إذاعيتين إعلاميتين مجتمعتين في اليمن، اتضحت لي أهمية الإعلام المستقل، وإعلام الحلول، والإعلام المجتمعي كنماذج لما يحتاجه الناس، وهي مؤسسات لا زالت تواجه تحديات مختلفة في ترويج المحتوى الخاص بها، وحجز مساحاتها الإعلانية وتحقيق جماهيرية واسعة في معظم الحالات.

هل سيكون للحاضنة تأثير على تمكين النساء في الإعلام؟

من أبرز أهداف حاضنة الإعلام المستقل دعم وجود النساء في إدارة المؤسسات الإعلامية، وتوفير فرص عمل جديدة للعاملات في الإعلام، بالإضافة الى التأكد من أن المحتوى المنتج لأي وسيلة جديدة مراع لقضايا النوع الاجتماعي ويلتزم بأخلاقيات المهنة وحقوق الإنسان.

من تجربتك الطويلة في “الإعلام المجتمعي”، كيف يؤثر هذا النوع من الإعلام على المجتمع؟

يساهم الإعلام المجتمعي بشكل عام في دعم حقوق الإنسان بالكامل وحقوق الأقليات بشكل خاص ويوفر العديد من المساحات الآمنة للرأي والتعبير والمشاركة لكافة أفراد المجتمع وتتيح الفرصة لسماع الأصوات البعيدة والخافتة والخجولة مما يساهم في تسليط الضوء على قضايا العادلة وتوفير الحماية والإصلاح.

قمت بالمشاركة في تأسيس عدد من الإذاعات المجتمعية، ما هو الفارق بينها وبين الإذاعة العادية؟

يقوم الإعلام المجتمعي على فكرة الاستقلالية وتوفير المعلومة للجمهور تحديداً من يملك خصائص مشتركة وتحديات متشابهة؛ في محاولة الوصول الى أصوات الفئات ذات الأصوات الغائبة في المجتمع والتي لا يتم تسليط الضوء عليها من قبل الإعلام الحكومي والإعلام الخاص، والذي تحدد موضوعاته سياسات الحكومات أو المعلنين، فالإعلام المجتمعي يسعى من خلال برامجه المختلفة إلى التركيز على قضايا حقوق الإنسان والمرأة وتعزيز مشاركة الشباب وحماية الأشخاص من ذوي الإعاقة والفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.

تقدمين برنامجا في إذاعة “البلد”، هل ما تزال الإذاعة مؤثرة رغم سطوة الأنواع الإعلامية الأخرى والشبكات الاجتماعية؟

اعتدت حب الإذاعة دون الأدوات الإعلامية المختلفة الأخرى، ومع زيادة العمل ضمن البرامج المختلفة وفي دول عدة بهدف التدريب والعمل على نشر مفاهيم الإذاعة المجتمعية وإعلام الحلول وتغطيات حقوق الإنسان في مواقع مختلفة ازداد شغفي بالإذاعة وأهمية دورها في دعم المجتمعات المختلفة وتحديداً في منطقتنا العربية. اليوم، تواجه الإذاعة تحديات ارتبطت بالصورة تلاها ما تقدمه اليوم التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي وتغير شكل متابعة الجمهور ممّا حول هذا التحدي الى محاولات مستمرة في تحويل التحدي لفرصة، واستخدام التكنولوجيا وتطويعها لخدمة الإعلام الإذاعي، والسعي لتقديم الحلول وتغطية القصص المجتمعية المحلية وطرق غير المطروق عبر وسائل الإعلام الكبرى، وما قد يكون جاذباً للكاميرا وعدسات التصوير للناشطين والناشطات؛ ليزداد الإيمان وسط هذا العالم الواسع بأهمية إيصال أصوات الجميع بحيث تنعكس على السياسات العامة لتحقق مصلحة الجميع ولكي لا ننسى أحداً.

يحاول العالم مواجهة مشكلة التحرش الجنسي في مكان العمل، كمديرة في المجال الإعلامي، كيف ترين الحل الأمثل لمواجهة هذه المشكلة؟

تواجه النساء في كافة مواقع العمل إشكاليات متعددة تعيق من مشاركة المرأة الاقتصادية واستمرارها في سوق العمل، ويعتبر التحرش بأشكاله المختلفة واحداً من أبرز الضغوطات المعيقة لمشاركة المرأة الفاعلة وتعزيز وجودها في وسائل الإعلام، وربما لا يوجد حل سحري لإنهاء العنف والتحرش الذي تتعرض له النساء ولكن هنالك العديد من الإجراءات التي يجب اتخاذها والتي تعمل على الحد منه عبر وجود سياسات واضحة وتعهدات موقعة من قبل العاملين والعاملات بمعرفتهم/نّ بمفهوم التحرش كجريمة، والتعهد برفضه والمساهمة في الحد منه، ووجود النساء في المناصب القيادية يساهم في تطبيق آليات الحماية، وإدارة لجان التحقيق بكفاءة، ويساعد في تعزيز ثقة النساء في التبليغ والمطالبة بتحقيق المساواة والعدالة للنساء في مواقع العمل.

ما هي النصائح التي يمكن تقديمها للنساء العاملات في الإعلام من واقع تجربتك الطويلة؟

لكل منّا تحدياتها وفرصها ومعيقاتها، ولكننا نتشارك القدرة والموهبة في مجالات عدة، والقصة تنطلق من الدفاع عن الحق في حرية القرار باختيار الدراسة والعمل والشريك والفرصة وفقاً للرغبات والقدرات والمهارات والفرص. نصيحتي أن نثق ببعضنا وأن نعمل معاً لواقع أفضل للنساء وللزميلات في وسائل الإعلام المختلفة. من المهم في المرحلة الحالية زيادة معرفة النساء في موضوعات التكنولوجيا والاتصال والعمل العام، وعليه يجب تعزيز فرص اكتسابهنّ لمهارات مختلفة تمكنهنّ من المنافسة في سوق العمل وتعزيز قدرتهنّ على المشاركة والتقدم والمساهمة في صناعة القرارات في السياسات العامة؛ فالحياة تعاش بالتحديات التي تجاوزنها والفرص التي استفدنَ منها والخير الذي شاركناه مع مجتمعاتنا، إذن لنعِش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *