Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

كفى انعكاسات مغلوطة

فاطمة فرج
المديرة الإقليمية في المنطقة العربية، النساء في الأخبار، وان-ايفرا

في عالمنا الحالي، تعتمد وسائل الإعلام بشكل متزايد على ثقة الجمهور ومشاركته، هذا يعني أنه يمكنك التأثير على وسائل الإعلام لاتخاذ قرارات أكثر شمولاً فيما يتعلّق بأصوات النساء.

ومن المهم أن تفعل/ي ذلك.

في عام 2021، تستمر جائحة كوفيد-19 في التأثير سلباً على النساء في المنطقة العربية بمعدل غير متناسب مع الرجال.
وقد سمح هذا الوباء بزيادة معدّلات العنف ضدّ النساء في العالم العربي، وكذلك الضغط النفسي، وفقدان المزيد من الوظائف ووجود فرص عمل أقل للنساء من الرجال. وهذه بعض الأمثلة عن المؤشرات الواردة في أحدث دراسة نشرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة حول كوفيد-19 ووضع النساء في المنطقة العربية.

شهدت هذه المنطقة العديد من النجاحات في مجال حقوق النساء، وتقدّم العديد من النساء المؤثرات والملهمات في جميع مناحي الحياة. لكن يجب علينا أيضًا أن نعترف بأننا فشلنا في أغلب الأحيان في إشراك النساء بطريقة فعالة في مناصب صنع القرار، وضمان حقوق متساوية بموجب القانون في العديد من المجالات، وضمان تغيير الثقافة التي تدفعنا في اتجاه المساواة الكاملة. هل يمكن أن نتصوّر أنّه، في عام 2021 في العالم العربي، لا تزال المساواة الجندرية مصدر قلق كبير حيث تعتبر المشاركة الاقتصادية للمرأة واحدة من أدنى المستويات في العالم؟.

تعكس وسائل الإعلام لدينا هذه الحقائق، – يؤثر سياقنا المجتمعي على وعينا كصحافيين/ات- كما أن إدراكنا لاحتياجات ورغبات المجتمع تؤثر على صحافتنا. لا تزال الحساسية الثقافية والسياسية تحدد كيفية تعاملنا مع – أو عدم الإبلاغ عن – حالات العنف ضد المرأة بما في ذلك التحرش الجنسي. 

في المنطقة العربية، نستهلك ما بين 14 و21 ساعة أسبوعياً على وسائل الإعلام (مقسمة على الإنترنت والتلفزيون والراديو والصحافة المطبوعة). من المهمّ أن نفكّر في كيفية تأثير كل هذا المحتوى على فهمنا للجندر ونوع الطاقة التي يمكن أن يغرسها في التقدم أو التراجع. 

يجب أن يأتي التغيير من داخل الصناعة، ولا شك في أن وسائل الإعلام يمكنها، بل يجب عليها، أن تقوم بما هو أفضل لتحفيزنا جميعاً على تناول المعلومات والمشاركة بالمناقشات التي يمكن أن تحقق المساواة والعدالة. يعمل برنامج “النساء في الأخبار” التابع لمنظمة وان-ايفرا والعديد من شراكاته الإعلامية في جميع أنحاء المنطقة العربية والعالم على ضمان تصدينا جميعاً للتحدّيات وإحداث التغييرات اللازمة المتعلّقة بأعمالنا ومجتمعنا. 

لكن أنت أيضاً، أيها القارئ العزيز وأيتها القارئة العزيزة، عليك التأكّد من حدوث هذه التغييرات من خلال محاسبة وسائل الإعلام التي تتابعها إذا كانت تنشر محتوًى معادياً للنساء، أو محتوًى تمييزيًا، أو محتوًى مؤذٍ للضحايا والناجين/ات. أنت بحاجة إلى الانتباه إلى أن ملايين النساء اللواتي يشكّلن جزءًا لا يتجزأ من مجتمعنا، يتم تهميشهنّ أو التقليل من شأنهنّ في المحتوى الإعلامي. كما أنه يجب أن تدعم المؤسسات الإعلامية التي تظهر تقدّماً في هذا المجال.

لماذا يجب أن تهتمّ/ين؟ لأن قدرتنا على تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان ومستويات أعلى من الحضارة والسعادة للجميع تعتمد على قدرتنا على أن نكون شاملين وعادلين. 

بالإضافة إلى ذلك، “نحن ما نقرأ”. لذا، تأكّد/ي من أن وسائل إعلامك تزودك بالمحتوى الذي يتناسب مع معاييرك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *