Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

النساء الصحافيات في الواقع الإعلامي في فلسطين

بقلم يارا أبو هلال

تعتبر مهنة الصحافة بشكل عام، من أصعب وأخطر المهن في العالم، إذ أن الصحافيّ يحمل روحه على كفّه، إن كان صحافياً ميدانيّا، أو صاحب قلم، يدفع ثمن كل كلمة يكتبها، خاصة إذا كان يمتلك قلماً حادّاً.

أما الصّحافي الفلسطينيّ، فمعاناته مضاعفة، إذ أن الواقع الفلسطيني يختلف عن باقي دول العالم، بحكم أن فلسطين هي الدّولة الوحيدة التي لا زالت تقبع تحت الاحتلال الإسرائيلي. فإلى جانب معاناته الاعتيادية، يعاني الصحافي الفلسطيني أيضاً من الانتهاكات المختلفة التي يتعرض لها بفعل الاحتلال الاسرائيلي، الذي يحارب الصحافيين ويمنعهم بالكثير من الأحيان من نقل الحقيقة ويحاول أن يعيق التغطية الإعلامية.

وفق إحصائيات المكتب الإعلامي الفلسطيني، تم تسجيل حوالي 300 انتهاك بحق الإعلاميين الفلسطينيين، في النصف الأول من العام الجاري 2020 فقط. 

وعلى الرّغم من أن الصحافة توصف بأنّها مهنة المتاعب، إلا أنّ المتابع للمشهد الإعلامي الفلسطيني، يجد أن هناك مساحة تزداد يوماً بعد يوم، لمشاركة النساء الصّحافيات في كافة المجالات الإذاعية والتلفزيونية والإلكترونية والمكتوبة، مراسلة تنقل الحدث في الميدان، ومصورة، ومذيعة، ومقدمة برامج، ومحررة، ومخرجة.

والجدير بالذكر أن من أبرز الأدوار الإعلامية التي ترأستها المرأة الفلسطينية، هو دور الناطقة بلسان الوفد الفلسطيني لمفاوضات السلام في مدريد، الذي شكلته منظمة التحرير الفلسطينية، هي الدكتورة حنان عشراوي، وهي أيضاً أول امرأة تتقلّد منصب عضو لجنة تنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية العام 2009. 

الا أنه بحسب "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" في تقرير "المرأة والرجل في فلسطين قضايا وإحصاءات" الصادر في كانون الأول 2018، نجد أن هناك 29.3% فقط من الصحافيين المسجلين في نقابة الصحفيين الفلسطينيين هن من النساء؛ مقابل 70.7% من الذكور؛ كما أن هناك 33.3 % فقط من رؤساء التحرير في الضفة الغربية هن من النساء، مقابل 66.7% من الذكور.

وفي دراسة أخرى لمديرة مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت نبال ثوابتة، بعنوان "التحديات الاقتصادية التي تواجه عمل الاعلامية الفلسطينية" لعام 2019، ذكرت ان نسبة النساء اللواتي يتخصّصن بمجال الاعلام في الجامعات الفلسطينية هو نحو55%، الا ان نسبة توظيف هؤلاء الاعلاميات في المؤسسات المحلية وخاصة الصحف، تكاد ألا تذكر.

ولكن ما يثلج الصّدر أنه بالرغم من قلة نسبة تمثيل المرأة في المؤسسات الإعلامية، الا أن تطوّر ظهورهنّ على الشاشات الفلسطينية أصبح واضحاً، مع أن بعض وسائل الإعلام الفلسطينية، مثلها مثل باقي المنابر الإعلامية العربية،ً للأسف، تستغل المرأة على مستوى المظهر في البرامج التلفزيونية، وتختار الأجمل منهنّ، حتى ولو كان على حساب المضمون، والأداء المهني، ممّا يسيء للنساء الصحافيات، ويجعلهنّ يظهرن كسلعة استهلاكية، الهدف منها تسجيل نسبة أعلى للمشاهدات.

وبناء عليه، المطلوب من المرأة الاعلامية أن تبذل جهداً أكبر لإثبات نفسها، حتى تستطيع ان تصنع اسماً لامعاً وحضوراً مميزاً لها، وترسخ واقعاً مختلفاً للمرأة في المؤسسة الإعلامية.

فمن حقّها أن تعطيها المؤسسة التي تعمل بها فرصتها لتثبت نفسها، ومن حقها أن يتم ترشيحها الى الدورات المتخصصة داخل الوطن وخارجه، ومن حقها أن تقدم لها كل ما يزيد من معرفتها على المستوى المهني.

المرأة الصحافية هي الصوت الصادق لكل امرأة مظلومة داخل مجتمعها، تصل بصرختها إلى حيث يجب أن تصل لتحقيق العدالة. 

ويأتي برنامج النساء في الأخبار (WIN) ليشكل فرصة ذهبية للإعلاميات الفلسطينيات، يثري خبراتهنّ، ويعزز مهارتهنّ الصحفية في مجال إدارة وسائل الإعلام، ويركز على أهمية المعرفة بحقوقهنّ، ويزودهنّ بخطط استراتيجية للتقدم في مهنتهنّ على أسس مهنية من خلال أسرة أكاديمية تشمل خبراء على مستوى إقليمي وعالمي من المجتمع الواسع للنساء في الأخبار.

برأيي، إن هذه المبادرة التي أطلقتها المنظمة العالمية للصحف وناشري الأخبار (وان-ايفرا) سيكون لها حتماً دوراً كبيراً في إعادة تشكيل الوعي لدى الإعلامية الفلسطينية بأهمية دورها كصحفية صاحبة رسالة وكلمة حقّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *